يحفرون الخنادق ويلقون القنابل الحقيقية ... روسيا تدرب أطفالها على الحرب

profile
  • clock 24 سبتمبر 2023, 1:05:46 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

أصبحت المدارس الروسية من المحيط الهادئ إلى البحر الأسود ذات طابع عسكري بشكل متزايد، حيث يتعلم الأطفال حفر الخنادق ورمي القنابل اليدوية وإطلاق الذخيرة الحقيقية، وفقاً لما أكده تقرير لشبكة «سي إن إن» الأميركية.

ووفقاً للتقرير، فإن الأطفال في دور الحضانة أيضاً يتم تدريبهم على المشية العسكرية أثناء ارتدائهم زياً شبيهاً بزي الجيش.

ففي شهر مايو (أيار) الماضي، سار عشرات الأطفال الذين لا تزيد أعمارهم عن سبع أو ثماني سنوات، أمام عدد من المسؤولين في مدينة كراسنودار جنوب غربي البلاد، وهم يرتدون زي الجيش والبحرية، وكان بعضهم يحمل أسلحة آلية مقلدة.

وفي عرض أقيم في مدينة فولوغدا، أدت طفلة صغيرة التحية العسكرية لأحد المسؤولين، وقالت له: «الرفيق قائد العرض! العرض جاهز. أنا القائدة أوليانا شوميلوفا».

وفي مدينة أستراخان، تم إعطاء أطفال الحضانة سيارات لعب مكتوب عليها الحرف «Z»، وهو رمز دعائي يستخدم لإظهار الدعم لحرب روسيا في أوكرانيا.

وقد حدثت مشاهد مماثلة من سخالين في أقصى شرق روسيا إلى ييسك على بحر آزوف.

وفي يوليو (تموز) الماضي، شارك مجموعة من أطفال المدارس في منطقة بيلغورود على الحدود مع أوكرانيا، في تدريبات شملت كيفية استخدام الأسلحة الآلية، وتجميع مدفع رشاش، واجتياز مسار مليء بالعوائق.

وأشار التقرير إلى أن عسكرة المدارس العامة في روسيا اشتدت منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، ولم تكن مدفوعة بموجة عفوية من المشاعر الوطنية من قبل أصحاب هذه المدارس، بل بتخطيط من الحكومة الروسية التي قررت «إعداد أطفالها لخوض الحروب المستقبلية المحتملة».

ففي مختلف مدارس البلاد، يجري تمجيد الخدمة في القوات المسلحة، والتطوع بها، ويتم مراجعة المناهج الدراسية باستمرار للتركيز بشكل أكبر على تعزيز مفهوم الدفاع عن الوطن.

 

وقال وزير التعليم سيرغي كرافتسوف مؤخراً إن هناك الآن حوالي 10 آلاف نادٍ تسمى «النادي الوطني العسكري» في المدارس والكليات الروسية، يشارك في عملها ربع مليون شخص، وتقوم بعقد دروس إلزامية للطلاب حول القيم العسكرية الوطنية.

وفي أغسطس (آب) الماضي، وقع الرئيس فلاديمير بوتين على قانون يقضي بإدخال دورة إلزامية جديدة في المدارس تحمل اسم «أساسيات الأمن والدفاع عن الوطن الأم».

بعد ذلك، روجت وزارة التعليم لمبادرة متصلة بهذه الدورة تشمل رحلات إلى الوحدات العسكرية، واجتماعات مع العسكريين والمحاربين القدامى، وممارسة «ألعاب رياضية عسكرية»، وتلقي دروس حول كيفية عمل الطائرات المسيرة.

وقالت الوزارة: «سيتم أيضاً تعليم طلاب المدارس الثانوية كيفية استخدام الذخيرة الحية تحت توجيه ضباط أو مدربين ذوي خبرة».

وقامت وزارة التعليم بتغييرات في الكتب والمناهج الدراسية بشكل ملحوظ. فعلى سبيل المثال تم تغيير غلاف الكتاب المدرسي الحكومي الذي يدرسه الطلاب في مرحلة التعليم الأساسي، وهو كتاب «تاريخ روسيا»، ليحتوي الآن على صورة لجسر القرم، كما تمت إضافة فصول جديدة بها تحت عنوان «تزوير التاريخ»، و«إحياء النازية»، و«النازية الجديدة الأوكرانية»، و«روسيا بلد الأبطال».

 

كتاب تاريخ جديد تم إصداره لطلاب المدارس الروسية يحمل عنوان «العملية العسكرية الخاصة» (أ.ف.ب)

 

ووفقاً لتقرير «سي إن إن»، فقد قاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، شخصياً، «حملة تعزيز القيم العسكرية الروسية في المدارس». وفي إحدى الفعاليات التي أقيمت في الكرملين هذا الشهر، أخبر بوتين مجموعة من الأطفال عن رسالة أرسلها جده إلى والده، الذي كان يقاتل النازيين خلال الحرب العالمية الثانية، حيث أوصاه بأن «يتغلب على الحثالة!».

وتابع بوتين: «الأشخاص الذين لديهم مثل هذا الموقف الذي تبناه جدي ببساطة لا يمكن هزيمتهم. لقد كنا لا نقهر، تماماً كما نحن الآن».

وأطلق «حزب روسيا الموحدة» الحاكم برنامجاً في فلاديفوستوك يدفع فيه أطفال المدارس للمشاركة في خياطة السراويل والقبعات للجنود.

وفي مدينة فلاديمير، هناك حصص لتعليم الأطفال كيفية خياطة أقنعة الجيش.

وتم تكليف الطلاب في مدرسة فنية بمدينة فورونيج بصنع مواقد متنقلة وعدد من القناديل المستخدمة في الخنادق لإعطائها للجيش الروسي.

بالإضافة إلى ذلك، تم تجنيد الفتيات المراهقات اللواتي يعانين من الإعاقة في مدينة أوسورييسك لخياطة عصابات الرأس والضمادات للجنود في المنطقة العسكرية الشمالية. وفي بورياتيا في أقصى الشرق الروسي، قام الأيتام بخياطة تمائم «الحظ السعيد» للجنود الذين يقاتلون في أوكرانيا.

ويقوم أفراد الجيش بزيارة المدارس أيضاً. وتحدث أطفال في بورياتيا عن زيارة قام بها جندي جريح ادعى أنه حارب مرتزقة بولنديين في أوكرانيا، وقال إن الأوكرانيين أنفسهم «لا يريدون القتال وهم مجبرون على ذلك».

وذكرت وكالة الأنباء الحكومية «ريا نوفوستي» أنه وفقاً لاستطلاع رأي، فإن 79 في المائة من الآباء يؤيدون عرض مقاطع فيديو عن الحرب لأطفالهم.

وتشير تعليقات وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن العديد من الروس يشعرون أن بلادهم محاصرة ومنبوذة من قبل قوى معادية، وأن خيارها الوحيد هو الدفاع عن نفسها.

التعليقات (0)