أمر بإنشاء “مقبرة الخالدين”.. السيسي يضطر للتدخل بعد انتقادات لهدم مقابر شخصيات بارزة في مصر

profile
  • clock 13 يونيو 2023, 10:42:29 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

أمر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في بيان للرئاسة المصرية نشر الإثنين 12 يونيو/حزيران 2023، بتشكيل لجنة لتقييم موقف نقل المقابر في منطقة السيدة نفيسة والإمام الشافعي بالعاصمة القاهرة، بعد اعتراضات على قرارات حكومية بإزالة مقابر شخصيات عامة بارزة.

وقال بيان للرئاسة المصرية، الإثنين، إنه "انطلاقاً من حرص مصر على تقدير رموزها التاريخية وتراثها العريق على النحو اللائق، وجَّه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بتشكيل لجنة برئاسة السيد رئيس مجلس الوزراء، تضم جميع الجهات المعنية والأثريين المختصين والمكاتب الاستشارية الهندسية، لتقييم الموقف بشأن نقل المقابر بمنطقة السيدة نفيسة والإمام الشافعي"، وفق ما نشره موقع شبكة "سي إن إن" الأمريكية الإخبارية، الإثنين 12 يونيو/حزيران 2023.

إزالة المقابر التاريخية في مصر

هدم مقابر تاريخية يثير الجدل في مصر/ رويترز

حسب البيان، ستعمل اللجنة أيضاً على "تحديد كيفية التعامل مع حالات الضرورة التي أفضت إلى مخطط التطوير، على أن تقوم اللجنة بدراسة البدائل المتاحة والتوصل لرؤية متكاملة وتوصيات يتم الإعلان عنها للرأي العام قبل يوم الأول من يوليو/تموز 2023".

السيسي يتدخل بعد أزمة هدم مقابر في مصر

كما أمر الرئيس المصري بإنشاء ما يسمى بـ"مقبرة الخالدين" في موقع مناسب، "لتكون صرحاً يضم رفات عظماء ورموز مصر من ذوي الإسهامات البارزة في رفعة الوطن، على أن تتضمن أيضاً متحفاً للأعمال الفنية والأثرية الموجودة في المقابر الحالية، ويتم نقلها من خلال المتخصصين والخبراء".

كانت محافظة القاهرة قد أصدرت قراراً بإزالة 2700 مقبرة، ونقلها إلى أماكن جديدة في مدينتي 15 مايو والعاشر من رمضان. وعاد الجدل حول ذلك، مع إزالة عدد من المقابر، الكائنة في نطاق ما يعرف بـ"القاهرة الفاطمية". تعتزم الحكومة استخدام المنطقة في توسعة طريق صلاح سالم، وإنشاء جسر مروري لتسهيل الحركة المرورية، وفقاً لتصريحات حكومية.

مقابر القاهرة

هدم جزء من مقابر الإمام الشافعي ضمن مقابر القاهرة القديمة

في حين وُجد في المنطقة المقصودة بقرارات الهدم مقابر لشخصيات عامة والمشاهير، منهم شيخ الأزهر الأسبق محمد مصطفى المراغي، ورئيس الوزراء المصري الأسبق محمود سامي البارودي، وعميد الأدب العربي طه حسين، إضافة إلى قبور عدد من الأمراء والمماليك.

اعتراضات بسبب هدم مقابر لمشاهير في مصر

كانت الاعتراضات قد تجددت في مصر على إزالة مقابر شخصيات عامة وتاريخية تقع في نطاق حي الخليفة جنوب العاصمة القاهرة، بدعوى المنفعة العامة. في وقت تقدم برلمانيون بطلبات إحاطة لوقف هدم المقابر وتطويرها لتصبح نقطة جذب سياحي.

ترتبط المقابر المُعرضة للهدم بأسماء عدد من الشخصيات العامة والمشاهير، مثل شيخ الأزهر الأسبق محمد مصطفى المراغي، والشاعر والسياسي محمود سامي البارودي، وعميد الأدب العربي الأديب طه حسين، فضلاً عن مقابر لعدد من الأمراء والمماليك.

يضم حي الخليفة العديد من المقابر، تعرف باسم مقابر الإمام الشافعي والليثي. وسبق أن أصدرت محافظة القاهرة قراراً بإزالة 2700 مقبرة ونقلها إلى أماكن جديدة في مدينتي 15 مايو والعاشر من رمضان، وأخطرت الأسر لنقل رفات موتاها. وسيتم استخدام المنطقة بعد إخلائها في توسعة طريق صلاح سالم، وإنشاء جسر مروري لتسهيل الحركة المرورية، حسب تصريحات حكومية رسمية ووفق تقرير نشرته شبكة "سي إن إن " الأمريكية.

هدم مقابر 

قالت شيرين تحسين، حفيدة رجل الدين الراحل محمد مصطفى المراغي، أحد شيوخ الأزهر، إن الأسرة تلقت قراراً من محافظة القاهرة بنزع ملكية مقبرة جدها، ونقلها إلى منطقة العاشر من رمضان – شرق العاصمة القاهرة – لاستخدامها في المنفعة العامة، موضحةً أن الأسرة لا تعترض على تحقيق المنفعة العامة، إلا أن جدها الراحل يعتبر أحد رموز الأزهر الشريف، وأحد من تولى مشيخة الأزهر، كما له إسهامات عديدة في تطوير المؤسسة الدينية.

مقابر القاهرة

هدم جزء من مقابر الإمام الشافعي ضمن مقابر القاهرة القديمة

تولى المراغي مشيخة الأزهر الشريف، مرتين؛ الأولى في الفترة من عام 1928 حتى استقالته 1930، والثانية من 1935 إلى وفاته في 1945.

في حين أكدت حفيدة المراغي، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن أسرة الشيخ الراحل لا تقبل بأي حلول بديلة لنقل مقبرة جدهم، وتطالب بإلغاء القرار الحكومي بإزالتها، تكريماً لتاريخ ومساهمات المراغي. وأضافت تحسين أن الأسرة تنتظر رداً من الحكومة على مناشدات وقف قرار إزالة المقبرة، مضيفةً أنه حال تنفيذ القرار فعلياً فسيتم نقل رفات المراغي إلى مسقط رأسه في مركز المراغة بمحافظة سوهاج بدلاً من مدينة العاشر من رمضان، البديل المطروح من الحكومة.

الحكومة ترد على انتقادات هدم المقابر

تقول الحكومة المصرية إنها تعمل على "تطوير" منطقة القاهرة التاريخية بهدف استعادة الوجه الحضاري للعاصمة. وتشمل خطتها تطوير المناطق التاريخية والتراثية، وتحسين شبكة الطرق، وتوفير مناطق انتظار للسيارات لتحقيق سيولة مرورية، وإزالة المناطق العشوائية ونقل سكانها إلى شقق سكنية بديلة.

من جانبها، قالت مها عبد الناصر، عضو مجلس النواب نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، إنها تعد للتقدم بطلب إحاطة جديد بالبرلمان؛ اعتراضاً على إزالة مقابر لشخصيات عامة وتاريخية، آخرهم محمود سامي البارودي، الشاعر وزير الحربية رئيس وزراء مصر في عام 1882، بهدف الحفاظ على المقابر التراثية والتاريخية، والمطالبة برؤية مختلفة من الحكومة لتحقيق تطوير المنطقة، وفي الوقت نفسه الحفاظ على المقابر دون التأثير عليها.

وأضافت عبد الناصر، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أنه تم بالفعل نقل رفات شخصيات عامة وأدباء كبار، من بينهم الروائي يحيى حقي، وفي الوقت الحالي تواجه مقابر طه حسين والبارودي والشاعر حافظ إبراهيم المصير نفسه، مما يتطلب ضرورة التدخل السريع لتحقيق المنفعة العامة بتوسعة الطرق وإعادة تخطيط القاهرة التاريخية دون إزالة المقابر، التي تعتبر تحفة معمارية وتراثية لا يجب إزالتها، لافتةً إلى أن الحكومة استجابت وأوقفت إزالة مقبرة طه حسين، وكذلك حافظ إبراهيم، حسب قولها.

وقالت إنها تقدمت بأربعة طلبات إحاطة للبرلمان لوقف قرارات الحكومة بإزالة المقابر، وتضمنت هذه الطلبات بدائل لتحقيق المنفعة العامة، وفي الوقت نفسه الحفاظ على المقابر، واستخدامها كمزار تاريخي بعد تطوير المنطقة، وجعلها نقطة جذب سياحي.

كلمات دليلية
التعليقات (0)