الثوب الفلسطيني المطرز: عنوان الصمود

profile
  • clock 23 أبريل 2022, 12:52:24 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

غزة ـ الأناضول: بتركيز عالٍ، يتفقد إبراهيم الكحلوت (42 عاما) عمل ماكينات الحياكة الخاصة بصناعة ثوب النساء التقليدي الفلسطيني.


وسط ضجيج آلات الحياكة في مصنعه شمالي قطاع غزة، ينادي على أحد العاملين لإزالة قطعة قماش سمراء كبيرة تزينت بالخيوط الحمراء عن إحدى الماكينات الآلية التي تعمل بالطاقة الكهربائية.
وتنُقل تلك القماشة إلى أحد العاملين في المصنع، ليزيل بمقصه الصغير الخيوط الزائدة بحذر شديد.


بعدها، تنُقل القطعة إلى الخياط، فيقوم بتجميعها حسب المقاس، لتُمثل في النهاية الثوب الفلسطيني التقليدي للنساء الذي يعتبر عنوانا للصمود في مواجهة التشويه والسرقة من قبل الاحتلال الإسرائيلي..
وهذا الثوب هو جزء من الموروث الفلسطيني، حيث تتميز كل منطقة بلباسها الخاص، فزيّ المدينة يختلف عن زيّ البادية، ويختلف لباس القرى عن سابقتيها، وتنفرد كل من المناطق الساحلية والجبلية بزيّها.
كما تتنوع حياكة الثوب الفلسطيني وتطريزه وألوانه حسب المناسبة الاجتماعية ما بين الفرح والحزن، وكذلك الأعمار، فكل سنّ من النساء له شكل ثوب مختلف عن الآخر.


وفي ديسمبر/كانون الأول 2021 أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) فن التطريز الفلسطيني على قوائمها للتراث الثقافي العالمي، بناء على طلب تقدمت به وزارة الخارجية الفلسطينية.


ومع مرور الزمن، تضاءلت صناعة الثوب الفلسطيني وارتداؤه في أوساط الفتيات، إلا أن هذا التراث لا يزال حاضرا لدى مدن وقرى فلسطينية عديدة في المناسبات كافة، فضلا عن المقيمين في الخارج، باعتباره موروثا تاريخيا ينبغي الحفاظ عليه.


وقال الكحلوت إن «هناك طلبا متزايدا على الثوب الفلسطيني في الآونة الأخيرة، وخاصة من المقيمين خارج فلسطين».
وتابع: «نُصدر الثوب الفلسطيني إلى العديد من المقيمين في دول أوروبية والولايات المتحدة وكندا، إلى جانب تصديره لمدن الضفة الغربية المحتلة».
ومع أن بدايات حياكة الثوب الفلسطيني وصناعته كانت يدوية خالصة، إلا أنها تطورت في السنوات الأخيرة ليتم إنتاج الثوب عبر الآلات الحديثة في المصانع.
وأوضح الكحلوت أن «فكرة إنشاء المصنع بآلات كهربائية حديثة، نتجت عن تزايد الطلب على الثوب الفلسطيني وتوفيرا للوقت والجهد».


وشدد على أن مصنعه يساهم في الحفاظ على التراث والموروث الثقافي وتناقله عبر الأجيال المتفاوتة، فـ»الزي التقليدي شاهد على التاريخ الفلسطيني وحامٍ للهوية الوطنية».
وفي ديسمبر/كانون الأول 2021 نشرت عدد من المشاركات في مسابقة «ملكة جمال الكون» التي أقيمت في إسرائيل، صورا على منصات التواصل الاجتماعي وهنّ يرتدين الزي الفلسطيني باعتباره تراثا إسرائيليا.
وأثارت تلك الصور ضجةً واسعةً في أوساط الفلسطينيين عبر منصات التواصل الاجتماعي، واعتبر نشطاء فلسطينيون وعرب أنها تأتي في سياق «السرقة الإسرائيلية الممنهجة للتراث الفلسطيني».


علاوة على ذلك، وخلال الأعوام الماضية، نشرت وسائل إعلام إسرائيلية أكثر من مرة صورا لعارضات إسرائيليات ومضيفات بشركة الطيران الإسرائيلية (العال) وهنّ يرتدين الزي الفلسطيني على أنه «إسرائيلي».
وإلى جانب حياكة الثوب الفلسطيني، أوضح الكحلوت أن مصنعه يُنتج جميع أنواع الملابس التقليدية الخاصة بالنساء، لجميع المناسبات والمناطق والقرى الفلسطينية.
وعن المعيقات التي تواجهه، قال إن «انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة يعد أحد أهم المعوقات التي تواجهنا (…) فعدد محدود من ساعات وصل الكهرباء يوميا لا يُلبي احتياجاتنا».
ومنذ أكثر من 15 عاما يعاني قطاع غزة من أزمة نقص في التيار الكهربائي، بدأت عقب قصف إسرائيل لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع منتصف عام 2006.


 


 

التعليقات (0)