في مقال بصحيفة معاريف

ضربة لإيران.. التطبيع مع السعودية يلزم إسرائيل بتقديم تنازلات لفلسطين

profile
  • clock 19 فبراير 2024, 5:31:59 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إن الحكومة الإسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو يرون أنه لا يوجد عدو أكبر لإسرائيل في المنطقة من إيران.

وأوضحت الصحيفة، في مقال للباحث في برنامج إيران في معهد بحوث الأمن القومي، داني سترينو بيتس، أنه لهذا السبب فإن إسرائيل تقود في السنوات الأخيرة سلسلة خطوات سياسية وأمنية هدفها الإضعاف الدراماتيكي لإيران في المنطقة وما وراءها.

وبحسب المقال، فإن هذه المعركة مهمة للغاية الآن أساساً، حين تواصل القيادة في طهران التقدم في برنامجها النووي وتواصل مساعدة وكلائها في المنطقة.

وأشار "بيتس" إلى أن الاستراتيجية الإسرائيلية يبدو أنها كانت تركز في الماضي على التهديد الإيراني، في ظل "القفز" عن المسألة الفلسطينية. وذلك على ما يبدو انطلاقاً من التفكير بأن القوة الإسرائيلية تجاه إيران تقدرها دول المنطقة التي تخاف هي منها وأنه سيكون ممكناً التقدم في العلاقات معها على أساس هذه القوة – ودون تقديم تنازلات ذات مغزى في المسألة الفلسطينية.

وأضاف: "تفرض أحداث 7 أكتوبر على إسرائيل إعادة التفكير في هذه الاستراتيجية، وذلك لان الهجمة الإجرامية للمنظمة الإرهابية حماس أعادت المسألة الفلسطينية إلى مركز الطاولة"، وفق قوله.

وتابع: "هذه الحقيقة والمعركة في غزة في أعقاب هجمة حماس، جعلتا القدرة اليوم على مواصلة مسيرة التطبيع، وأساساً مع السعودية، دون أي تقدم في المسألة الفلسطينية، تتآكل بشكل كبير، وذلك دون أي صلة بخطوات إسرائيل تجاه إيران، ودون أي صلة باستعدادها لبرنامج نووي على الأراضي السعودية".

وأردف: "ينبغي التشديد على أنه من المشكوك فيه أن تكون هناك خطوة تمس بإيران أكثر من التطبيع بين إسرائيل والسعودية".

ولفت المقال إلى أن إيران تدير معركة أخيرة لمنع إسرائيل من أن تكون جزءا لا يتجزأ من الشرق الأوسط بعامة ومن الخليج بخاصة، وهي تخشى بعمق تعميق موطئ القدم الإسرائيلية في الدول القريبة منها. لهذا السبب، عملت إيران كثيراً على تعميق علاقاتها السياسية مع السعودية في الأشهر الأخيرة، فيما هي تحاول إقناعها وإقناع الدول الأخرى في الشرق الأوسط على تشديد الضغط السياسي والاقتصادي عليها، وفق زعم الباحث الإسرائيلي.

وزاد: "اتفاق بين إسرائيل والسعودية سيوجه ضربة ذات مغزى إلى خطى إيران تجاه إسرائيل في المجال وكما أسلفنا سيساعد جداً في الردع الإسرائيلي تجاهها، لكن عدم التقدم في هذه المسيرة من شأنه أن يقرب إيران والسعودية أكثر فأكثر".

وتابع: "بعد سنوات من محاولة دحر المسألة الفلسطينية في الزاوية، فإن الطريق الإسرائيلية إلى الرياض، في ظل استياء طهران تمر في التنازلات في المسألة الفلسطينية".

وأكد "بيتس" أنه سيتعين على إسرائيل أن تنهي المعركة في القطاع، تقبل عودة السلطة إلى غزة بهذا الشكل أو ذاك، وأن تبدي أيضاً استعداداً (علنيا على الأقل) للتقدم في مفاوضات سياسية مع السلطة الفلسطينية. مضيفا: "لهذه الخطوة توجد بالطبع فضائل أخرى ذات مغزى، كتحرير المخطوفين، وقف القتال في غزة وفي الشمال (وإمكانية إعادة السكان إلى بيوتهم)، تعزيز الشرعية الدولية لإسرائيل (بما في ذلك في كل ما يتعلق بتشديد الضغط على إيران) وغيرها".

وأردف: "في السطر الأخير، إذا كانت إسرائيل تسعى لأن تضرب إيران، مشكوك أن تكون هناك خطة أهم من الوصول إلى اتفاق تطبيع مع السعودية. لكن بخلاف الماضي، فإن الوصول إلى اتفاق كهذا يوجب تنازلات سياسية للفلسطينيين".

وشدد المقال على أنه دون هذه التنازلات فإن نافذة التطبيع ستغلق بما يرضي طهران والمحور كله.

زختم "بيتس" مقاله بالقول: "توجد للتنازلات للفلسطينيين أثمان باهظة، وسيتعين على حكومة إسرائيل أن تقرر إذا كان من الصواب دفعه هذه الأثمان لأجل الحصول على المكاسب المرافقة لها، بما في ذلك تشديد الضغط على إيران وصب الاهتمام الدولي عليها".

التعليقات (0)