ماذا وراء قرار السعودية إعادة العلاقات مع كندا؟

profile
  • clock 27 مايو 2023, 12:58:06 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

يعزز قرار السعودية وكندا إعادة العلاقات إلى مستواها الطبيعي، بعد خلاف استمر 5 سنوات، نهج القوة الناعمة الذي اتبعته الرياض مؤخرًا، حيث تحاول تحقيق الاستقرار في علاقاتها الخارجية بطريقة تعزز مصالحها الاقتصادية والدفاعية.

وينقل تقرير لموقع "المونيتور" ترجمه "الخليج الجديد"، عن خبراء قولهم إن هذه الخطوة تتماشى مع موجة جهود المصالحة التي باشرتها السعودية مع قطر وإيران والحوثيين في اليمن مؤخرًا، بعيدًا عن الانقسامات التي ميزت سياسة السنوات الست الماضية.

لكن مع كندا، وفق التقرير، تؤمن هذه الخطوة المصالح التجارية والتعليمية والدفاعية التي يشترك فيها الجانبان.

وفي عام 2018، غردت السفارة الكندية في الرياض باللغة العربية داعية إلى إطلاق سراح ناشطات حقوق المرأة المحتجزين في المملكة.

وردا على ذلك، استدعت السعودية سفيرها في أوتاوا وطردت سفير كندا وحظرت التجارة الجديدة.

واستمرت العلاقات في وقت لاحق عند مستوى أدنى.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان برئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، على هامش مؤتمر التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في تايلاند.

وأدى ذلك إلى مفاوضات أدت إلى قرار الأربعاء بإعادة العلاقات الدبلوماسية الطبيعية، وإعادة تعيين السفراء "على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة"، وفقًا لبيانات وزارة الخارجية السعودية والشؤون العالمية الكندية.

يقول السفير الكندي الذي طُرد عام 2018 دنيس هوراك: "لقد حان الوقت لحل كل هذا".

ويضيف: "لقد كانت لدينا علاقة طويلة.. العودة إلى حيث كنا مفيد لكلا البلدين".

بالإضافة إلى العلاقات السياسية، تربط السعودية وكندا علاقات تجارية وتعليمية، وفي عام 2021، بلغت التجارة بين البلدين 3.3 مليار دولار.

وكان أكبر صادرات كندا إلى السعودية هو الدبابات والمركبات المدرعة، في حين كان النفط الخام أكبر صادرات السعودية.

علاوة على ذلك، درس الآلاف من الطلاب السعوديين في كندا في السنوات الأخيرة، مع وجود عدد كبير من السعوديين الذين يدرسون الطب في الجامعات الكندية.

ويتابع هوراك، أن آلاف الكنديين يعيشون في السعودية والخليج، وهذا القرار يأخذ بعين الاعتبار تلك الجوانب.

وحسب التقرير، سعت السعودية مؤخرًا إلى الدبلوماسية مع العديد من الدول التي كانت تربطها بها علاقات سيئة في الماضي.

وفي عام 2021، أنهت السعودية وقطر خلافهما الدبلوماسي المستمر منذ سنوات.

وفي مارس/آذار الماضي، اتفقت السعودية وإيران على استعادة العلاقات الدبلوماسية في صفقة توسطت فيها الصين.

في وقت سابق من هذا الشهر، أعادت السعودية علاقاتها مع سوريا، قبل حضور رئيس نظامها بشار الأسد قمة جامعة الدول العربية في جدة.

وأجرت السعودية أيضا محادثات مع الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن هذا العام.

وتلعب السعودية دورًا نشطًا بشكل متزايد في المنطقة والعالم.

ويعلق هوراك على ذلك بالقول: "أعتقد أن التمكن من إجراء حوار مع المملكة بشأن هذه القضايا يفيدنا"، مضيفًا أنه يمكن معالجة مخاوف حقوق الإنسان المستمرة من خلال "الحوار".

من جانبه، يقول الأكاديمي في جامعة أوتاوا توماس جونو، إنه من غير الواضح سبب اتفاق الجانبين بالضبط على استعادة العلاقات بسبب عدم قيام أي من الدولتين بمعالجة هذا علنًا.

ومع ذلك، يضيف: "القرار جزء من السياق الأوسع للجهود السعودية لتحقيق الاستقرار في علاقاتها الخارجية، في العامين الماضيين".

ويتابع جونو: "لقد فهم بن سلمان بوضوح أن برنامجه الطموح جدًا للإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية يحتاج إلى الاستقرار على الحدود السعودية".

ويزيد أن "العلاقة السعودية الكندية ذات أولوية منخفضة نسبيًا لكلا البلدين، لكن ربما كان لدى المملكة أسباب استراتيجية لإصلاح العلاقات مع الدولة الواقعة في أمريكا الشمالية".

وأدى الحظر المفروض على التجارة الجديدة مع كندا إلى الإضرار بصورة السعودية كمكان لممارسة الأعمال التجارية.

وقال: "هذا يرسل إشارة سلبية خارج كندا، أنه إذا استثمرت في المملكة العربية السعودية، فقد تتعرض مصالحك للخطر إذا كان لدى بلدك مشكلة دبلوماسية مع المملكة".

وتابع: "افتراضي هو أن الرياض تريد التقليل من هذا التصور".

كلمات دليلية
التعليقات (0)