- ℃ 11 تركيا
- 28 أبريل 2024
مجدي الحداد يكتب: المعايير الاستعمارية المزدوجة بين عدم الاعتراف بانقلاب والترحيب بأخر
مجدي الحداد يكتب: المعايير الاستعمارية المزدوجة بين عدم الاعتراف بانقلاب والترحيب بأخر
- 3 أغسطس 2023, 1:44:24 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يمكن تلمس تلك المعايير المزدوجة الفجة العمياء و الظالمة ، التي تتعامل بها الدول الاستعمارية السابقة مع مستعمراتها السابقة ، وبغض النظر هنا حتى عن المصالح المشتركة بين الطرفين ، وفي الاتجاهين ، وليس في اتجاه واحد ، وفي صالح طرف دون الأخر .
فإذا حدث انقلاب عسكري عميل موالي للاستعمار السابق وغيره من قوى استعمارية ، فيُرحب به و يعترف به فورا ، طالما لن يحول دون استنزاف ثروات وموارد هذه الدولة أو تلك من قبل هذا الاستعمار السابق أو ذاك ، أما لو حدث انقلاب عسكري موالي ومعبر عن رغبات شعبية حقيقية ، فسوف يتم محاربته وحصاره ولن يتم الاعتراف به .
فرنسا تريد أن تحصل على اليورانيوم مجانا تقريبا من النيجر ، وحيث يعد أغلى أنواع المعادن المشعة تقريبا ، و تحصل فرنسا من النيجر على 35% من احتياجاتها منه ، والذي أنتجت منه النيجر حوالي 110 طن . ومع ذلك فتصنفها الأمم المتحدة بأنها من أفقر دول العالم !
ما هذا الظلم ، وفرض الفقر على شعوب و أمم بعينها ؟!
وعندما ينتفض حكم وطني وينقلب على رئيس عميل لوقف هذا النزيف فمن الطبيعي إذن أن لا تعترف به فرنسا وتحاول أن تتدخل عسكريا لفرض الرئيس العميل ، الذي يسمح بتدفق اليورانيوم مجانا لفرنسا .
كان من شبه العدل أن تقيم فرنسا محطة نووية تعمل باليورانيوم النيجري لتوليد الطاقة الكهربائية ، وذلك مقابل بعض ما تحصل عليه من اليورانيوم النيجري ، وبدلا من أن تستورد النيجر من نيجيريا 70% من احتياجاتها من الكهرباء ، ثن تقوم الأخيرة - و غالبا بتحريض فرنسي - بقطع الكهرباء عن النيجر احتجاجا على الانقلاب العسكري .
وما تقوم به أنظمة دول غرب أفريقيا من فرض حصار على النيجر ، فذلك إذن بموجب ضغط و تحريض ، و كذا دعم فرنسي - عسكري ، ولوجيستي ؛ و إذا لزم الأمر - لهذه الدول . وذلك لأن جل أنظمة تلك الدول - إن لم يكن كلها - لا تزال مدينة بوجودها وبقائها لهذا الاستعمار أو ذاك .
إذن فالقاعدة الثابتة هنا : " أن من يفرط من أنظمة - أفريقية بالذات - في ثروات ومقدرات وجزر و أراضي بلاده - ويا حبذا لو اشتري منا ، وبما لديه من فائض دولاري أسلحة خردة ، أو طائرات رافال منزوعة الصلاحية ، أو أسطول طائرات رئاسية لا يقل عن 6 طائرات ، حتى ولو أفقر شعبه أو سرقه ونهبه أو حتى قتله و أخفاه قسريا ، فسوف نرحب به و ندعمه و نقف بجانبه سواء كان منقلبا أو منتخبا . ومن يفعل غير ذلك فلن نعترف به وسنحاربه و نحاصره حتى من قبل دول أفريقية شقيقة ، أو صديقة ، أو جارة له ، و سواء كان منقلبا أو منتخبا .
هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
كلمات دليلية
التعليقات (0)
أخبار متعلقة
إقرأ أيضا
أحدث الموضوعات
أحد, 28 أبريل 2024
الجماعة الاسلامية خلال تشييع الشهيدين: سنبقى أوفياء حتى تحرير الأرض أحد, 28 أبريل 2024
السودان يطالب بجلسة طارئة في مجلس الأمن لبحث «عدوان الإمارات» أحد, 28 أبريل 2024
العراق يقر قانونا يجرّم المثلية الجنسية.. وواشنطن غير راضية الأكثر قراءة
جمعة, 08 أكتوبر 2021
مصادر: إبراهيم منير يتخذ قرار بإيقاف ٦ من الشورى العام سبت, 18 سبتمبر 2021
د. أيمن منصور ندا يكتب : عندما تلقيت اتصالاً من الرئيس السيسي خميس, 30 سبتمبر 2021
طارق مهني يكتب : بزنس المعارضة - سبوبة الزنازين اثنين, 01 نوفمبر 2021
تقرير : كيف ساهم " أبو دية " عبر أذرعه المالية في تدجين المعارضة المصرية بالخارج جمعة, 28 مايو 2021
تعرف على مدينة المقاومة تحت أرض غزة ودورها في معركة سيف القدس في العمق