- ℃ 11 تركيا
- 28 أبريل 2024
مجدي الحداد يكتب: كيف توصلت روسيا ، أو الاتحاد السوفيتي السابق ، إلى صنع السلاح النووي ، والقنبلة النووية ؟
مجدي الحداد يكتب: كيف توصلت روسيا ، أو الاتحاد السوفيتي السابق ، إلى صنع السلاح النووي ، والقنبلة النووية ؟
- 22 يوليو 2023, 5:42:09 ص
- 366
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قد لا يتصور أحد أن من سرب سر السلاح النووي للسوفيت هي الولايات المتحدة ذاتها !
وكيف ، ولم ّ ذلك ؟
الولايات المتحدة ــ والنظام الرأسمالي ، أو " النيوليبرالي " ــ لا يقوم عموما ، ولا ينشط عادة ، إلا في تصور وجود خصم قوي ينافسه في كل شيء ، حتى ولو وصل الأمر إلى تقاسم النفوذ الدولي والاقتصادي معه حول العالم ، وحتى في الفضاء الخارجي إن أمكن .
وإن لم يكن هذا الخصم موجود لتم اختراعه اختراعا لشحذ الهمم والتنافس ، وذلك بتوهم الحفاظ على الوجود أو النوع الإنساني من هذا الخصم البربري ، والذي لا يقيم للحياة والوجود الإنساني وزنا - ومن وجهة النظر الأمريكية طبعا .
وقد قيل هذا في الاتحاد السوفيتي السابق ، وقيل بعدئذ عما كان يسمى بالتطرف الإسلامي ، أو العالم الإسلامي بصفة عامة - وهذا ماسوف نعود إليه لاحقا - وعندما أعلنها صراحة جورج بوش الأبن - قاصدا بذلك اصطناع عدو أخر ، وخطر داهم على الغرب ، يتمثل هذه المرة في الأسلام ، و المسلمين ، بغرض مصادرة ثروات وشعوب العرب خاصة ، وذلك بعد زوال العدو السابق وتهديداته ، والذي كان متمثلا في الاتحادالسوفيتي السابق '. فظهر إذن مصطلح ؛ " الإسلام فوبيا " ، و تحديدا بعد أن قال ــ كذبا وزورا وبهتانا بطبيعة الحال ــ بوش الابن ــ لعنة الله عليه ــ معلنا شراراة بدء تلك الحرب قائلا ، ما مفاده : " انهم يريدون أن يغيروا طريقة معيشتنا ، وثقافتنا الخاصة التي قامت عليها حضارتنا ، ولا بد إذن من شن حملة صليبية جديدة عليهم " .
ولمّ لم يعد وجودا للاتحاد السوفيتي السابق ، ولا تأثير يذكر لما يسمى بالعالم الإسلامي ، فظهر العالم الصيني ، أو العدو الصيني ، وهكذا دواليك ، من خلق ، أو اختلاق عدو وهمي ، على مسار التاريخ الرأسمالي ، أو النيوليبرالي ، يكون الغرض النهائي منه هو استنزاف هذا العدو الوهمي وإضعافه لأقصى حد ، حتى يمكن إخضاعه تماما لرغبة وشرط النيوليبرالية الجديدة . ما يعني مسخ وجوده المادي والمعنوي والتاريخي والثقافي ، وكما هو حادث الآن في منطقتنا العربية ، وغير بعيدا منها عالمنا الإسلامي .
وعودا على بدأ ، فكان في فترة الأربعينات ، أنسب عدو ، أو منافس للنيوليبرالية الغربية ، هو الاتحاد السوفيتي السابق ، وكان الغرض الأساسي من تسريب سر السلاح النووي إليه ــ و من خلال شياطين الإنس في المخاربات الأمريكة ال CIA ، ووكلائها داخل كل ولاية من الولايات المتحدة ذاتها ، وعبر العالم ــ هو استزاف الاتحاد السوفيتي السابق إلى أقصى حد ممكن ، و بعد جره أيضا إلى سباق مضني في التسلح ، و حتى إلى ما أسماه ريجان بعدئذ بحرب النجوم . وقد نجحت الولايات المتحدة في ذلك بالفعل أيما نجاح ، إذ أثر سباق التسلح تأثيرا ضارا جدا بالاقتصاد السوفيتي ، ومن ثم على المواطن السوفيتي ذاته ، وعلى الرغم من غنى أرضي الاتحاد السوفيتي النسبي بالموادر الطبيعية ، وحتى النادرة منها .
ولكن ذلك قد أسهم ايضا ، ومن ناحية أخرى ، في إفساد البيئة إلى الأبد ، وبشكل لم يعد من الممكن الآن إصلاح ما أفسده ذلك السباق ، والذي كان يتضمن أيضا تجارب نووية في مختلف بقاع الأرض ، وحتى في أعالي البحار والمحيطات . وكان ذلك السباق العبثي من التسلح في حقيقة الأمر من أكبر الأسباب الاقتصادية السياسية التراكمية ، والتي أدت إلى انهيار الاتحاد السوفيتي السابق .
إذن ما قيل عن وجود علماء أمريكان ، كثيودور هول ، وكلاوس فوكس ، من انهم ممن سربوا سر السلاح النووي الأمريكي للاتحاد السوفيتي ، فكان ذلك مقصودا بالفعل ، ولكن تحت أعين وبصر وتحكم وسيطرة ــ ومن ثم موافقة ــ أجهزة الاستخبارات الأمريكية ، بدليل أن الأول عاش حتى ال 70 عاما وتوفي عام 1995 ، و لم يتم القبص عليه ، أو اعتقاله ، على الرغم من أن المباحث الفيدرالية قد رصدت اتصالاته مع السوفيت - وفقا لما قيل بعدئذ - كما داهمت منزله وقيل انها لم تجد شيء يدينه . وذلك على الرغم أيضا من إعدام سيدة أمريكة بعدئذ قيل انها زودت الروس برسومات للسلاح النووي ، و أحد المفايل النووية ــ و وربما كان ذلك فقط من أجل سبك وحبك رواية التجسس التي هيأها من أولها لأخرها غالبا ال CIA ، وحتى لا يتسرب أي شك تجاه السوفيت بأن الولايات المتحدة هي من جرتهم جرا لسباق التسلح وورطتهم بعدئذ فيما سمي بالحرب الباردة . والتي لم تنتهي في حقيقة الأمر إلا بعد انتهاء الاتحاد السوفبتي عمليا ، و موته " إكلينكيا ".
و من المفارقات ان الولايات المتحدة هي من أمدت الصين الشعبية بكل أسباب التكتولوجيا - و خاصة الحربية منها ، وتحت إشراف من صار وزيرا للدفاع في الولايات المتحدة بعدئذ ، و هو وليام بيري . وذلك لتعزيز خصوماتها مع الاتحاد السوفيتي السابق ، والتي كان يمكن أن تتطور ، وفي أي وقت سابق ، إلى نزاع مسلح على الحدود . كما لم يكن من المستبعد كذلك بتزويدها حتى بأسرار السلاح النووي ذاته ، وحيث سيكون وصوله إلى موسكو من الصين أسرع ، وأقرب، وربما أجدى أيضا ، من وصوله من واشنطن ، أو أي قاعدة عسكرية أمريكية أخرى في العالم .
وربما ما طمأن الولايات المتحدة تجاه الصين هو إعلان الأخيرة بأن ثورتها أو نظامها السياسي و الاقتصادي غير قابل للتصدير خارج حدود الصين ، أو ربما حتى خارج حدود سور الصين العظيم . وذلك على العكس تماما من الاتحاد السوفبتي السابق الذي ما فتأ يعلن ويبشر بنشر الاشتراكية أو الشيوعية - و كما بشر بها ماركس - في كل بقاع العالم من أقصاه إلى أقصاه .
وهكذا إذن ، وبعد أن صارت الصين عملاقا اقتصاديا قويا ، ولعب بنفس شروط اللعبة ، و المتعلقة حتى بالنيو ليبرلية اقتصادية ، فمع ذلك قد صارت هي العدو الوجودي الآن للولايات المتحدة - و حلفائها بالتبعية - أو العدو الوجودي الثالث الذي لا بد من وجوده ، وذلك بعد القضاء على العدو الأول ، والمتمثل في الاتحاد السوفيتي السابق ، كما تم القضاء على الثاني ، و إخضاعه تماما ، و المتمثل في العالم الإسلامي - والعربي بالتبعية .
هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
كلمات دليلية
التعليقات (0)
أخبار متعلقة
إقرأ أيضا
أحدث الموضوعات
أحد, 28 أبريل 2024
قصة كتيبة طولكرم التي تصدت لإسرائيل بقوة وعاد قائدها من الموت أحد, 28 أبريل 2024
أكسيوس: إسرائيل توافق لأول مرة على مناقشة مبدأ "إنهاء الحرب" على غزة أحد, 28 أبريل 2024
مصر والولايات المتحدة،. رفح ورقة مساومة ضد إسرائيل وحماس (مترجم) الأكثر قراءة
جمعة, 08 أكتوبر 2021
مصادر: إبراهيم منير يتخذ قرار بإيقاف ٦ من الشورى العام سبت, 18 سبتمبر 2021
د. أيمن منصور ندا يكتب : عندما تلقيت اتصالاً من الرئيس السيسي خميس, 30 سبتمبر 2021
طارق مهني يكتب : بزنس المعارضة - سبوبة الزنازين اثنين, 01 نوفمبر 2021
تقرير : كيف ساهم " أبو دية " عبر أذرعه المالية في تدجين المعارضة المصرية بالخارج جمعة, 28 مايو 2021
تعرف على مدينة المقاومة تحت أرض غزة ودورها في معركة سيف القدس سياسة
سبت, 27 أبريل 2024
نتنياهو يهاجم "الجنائية الدولية": مذكرات اعتقالكم بلا تأثير على إسرائيل سبت, 09 مارس 2024
بريطانيا: لوبي لدعم المرشحين العرب للانتخابات البرلمانية