محمد دوير يكتب : النظام يختار ملعب الشعب

profile
د.محمد دوير باحث فلسفي
  • clock 16 أبريل 2021, 10:27:15 م
  • eye 851
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

النظام يختار لنا الملعب الذي نلعب فيه ..


.. قام بتأميم الحركة العمالية والطلابية.. وعمل بجدية مطلقة علي تدمير الصناعة والزراعة والحركة الفلاحية منذ فترة..وحاصر الأحزاب وشوه صورتها.. طارد المثقفين وأدخل قطاعات كبيرة منهم في حظيرة النظام ومؤسساته ( كما قال فاروق حسني ) .. وأغلق معظم المنصات الصحفية والاعلامية.

.. وعندما استلزم الأمر أن يختار منافسه في الإلتفاف علي ثورة يناير أختار الاسلام السياسي.. واشتركا سويا في تشويه الفعل الثوري والتدمير النفسي والمادي والمعنوي لشباب الثورة ورموزها ومطالبها وشعاراتها.. حتي تحولت الي شيطان رجيم تسبب في كوراث مصر ومنها السد الأثيوبي..

.. لم يترك لنا النظام سوي مصيدة الفايسبوك.. الذي وفر علي رجال الأمن متابعة النشطاء علي المقاهي والتصنت علي المكالمات ومراقبة التحركات وأجتماعات الأحزاب..ولم يترك لنا أيضا سوي النضال من أجل حرية المعتقلين..فمنذ أكثر من خمس سنوات ونحن نطالب يوميا بالحرية لفلان.. وما إن يخرج فلان هذا حتي يدخل 20 فلان آخر.. ونظل نصرخ في البرية.. ونرفع صورهم علي صدور صفحاتنا.. وإذا خرجوا أو أفرج عنهم اعتبرناه نصرا..وهو بالفعل كذلك.. ولكنه ليس هو فقط كل النصر..

.. لقد وضعنا النظام في مأزق ..وعلق في أرجلنا كتل خرسانية حتي نعجز عن السير.. وتتحول المعركة من دم النقابات العمالية والمهنية والاتحادات الطلابية  والحراك الجماهيري الي المحاكم والجلسات.. ويتقدم النضال القانوني الصف الوطني..وربما سنظل في ذلك الخندق لعشر سنوات قادمة..فطالما ظل النظام عاجزا وغارقا في الديون والأزمات ستظل القبضة الأمنية هي صولجان الحكم.. وستظل القوي الوطنية تطل بنصف رأس علي المشهد.. وتنظر بعين واحدة علي تطورات الصراع الاجتماعي..وكلما مرت السنوات علي هذا الجمود كلما تجمدت أطراف الحركة الوطنية، واجهضت مسارات المعارضة المدنية..وانتكس المجتمع فصار بيئة مناسبة ومهيأة لاعادة انتاج خطاب التطرف.. تطرف الجميع ضد الجميع..

.. النظام.. يلعب لعبة خطيرة.. يقتل بها المجتمع والحياة السياسية والثقافية والنفسية أيضا.. من أجل أن يحافظ علي البقاء في الحكم لمزيد من الوقت..مهما كانت التضحيات التي سيدفعها الشعب المصري من حاضره ومستقبله الذي بات شبه محكوم عليه بالدمار.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
كلمات دليلية
التعليقات (0)