المد الإسلامي الأخضر لايزال يفتح قلوب الغربين (الحلقة 23)

profile
عماد الصابر كاتب صحفي وشاعر مصري
  • clock 5 مايو 2021, 4:08:23 م
  • eye 656
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

داعيهم هو القرآن 

قرر قراءة المصحف ليرد علي المسلمين فهداه الله.. قصة إسلام معلم اللاهوت السابق د. آرثر ميلاستنوس

عبد الأحد داوود قس سابق : هداية الله وعنايته هي من أهداني للدين الحق

ويؤكد : السبيل الوحيد لفهم معنى الكتاب المقدس وروحه هو دراسته من وجهة النظر الإسلامية" .

 ينتشر الإلحاد بين المسلمين الحاليين سواء كانوا عربا أو عجما، ربما بسبب شيوخ الإسلام المعتمدين لدي الحكومات الفاسدة،

 الذين يُخَدِّمون علي الحاكم الظالم، ويقومون بليّ عنق الدين لصالحه، مما كرَّه الكثيرين في الإسلام، 

فألحدوا أو علي الأقل لم يعد الدين هاما بالنسبة لهم، يسير الإسلام بخطي ثابته بمده الأخضر في قلوب الغرب غير المسلم، فيدخل بنعومته وثباته وحقائقه العلمية والروحية والنفسية، 

وبإعجازه العلمي الذي يجبرهم علي النظر بعيون واسعة مدققة وبعقل متفتح ليدخلوا إليه واثقي الخطي معلنين إسلامهم بل يتحولون من الدعوه لغيره ومحاولات النيل منه إلي الدفاع عنه والزود عن تعاليمه 

وكشف ما به من أسرارلمن يريد الإيمان، ليتحقق قول الرسول الكريم : " َقالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ) صحيح مسلم ..

ويقول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيضا : " ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولايترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام وذلاً يذل الله به الكفر" (مسند الإمام أحمد) ..

 في أثناء عمله بالتنصير عام 1983 قال لنفسه : أي ضير من قراءة القرآن من أجل الرد على المسلمين ؟ فتوجه إلى أحد المسلمين سائلا إياه أن يعيره كتابه المقدس ، 

فوافق المسلم مشترطا عليه أن يتوضأ قبل كل قراءة ، ثم شرع آرثر يقرأ القرآن خفية، ولنستمع إليه يحدثنا عن تجربته الأولى مع القرآن :"عندما قرأت القرآن أول مرة ،

 شعرت بصراع عنيف في أعماقي، فثمة صوت يناديني ويحثني على اعتناق هذا الدين، الذي يجعل علاقة الإنسان بربه علاقة مباشرة، لا تحتاج إلى وساطات القسس، 

ولا تباع فيها صكوك الغفران !! وفي يوم توضأت، ثم أمسكت بالقرآن فقرأت : (( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )) فأحسست بقشعريرة، ثم قرأت : (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ))

فحلَت السكينة في الروح الحيرى ، وشعرت أني قد خلقت من جديد .

في تلك الليلة لم يصبر آرثر حتى تطلع الشمس، بل اتجه حالا إلى منزل صديقه المسلم ليسأله عن كيفية الدخول في الإسلام ، وبين حيرة الصديق ودهشته نطق آرثر بالشهادتين.

المصدر:"ربحت محمدا ولم أخسر المسيح"-د.عبدالمعطي الدالاتي

 أما المهتدي الثاني فهو معلم اللاهوت السابق عبدالأحد داود أو (بنجامين كلداني) أستاذ في علم اللاهوت، وقسيس الروم الكاثوليك لطائفة الكلدانيين الموحدة .

اسمه / هو دافيد بنجامين الكلداني ، كان قسيسا للروم من طائفة الكلدان ، وبعد إسلامه تمسى بعبد الأحد داود .

مولده / ولد عام 1868م ، في أروميا من بلاد فارس، وتلقى تعليمه الابتدائي في تلك المدينة، وبين عامي 1886 – 1889م كان أحد موظفي التعليم في إرسالية أساقفة " كانتر بوري " المبعوثة إلى النصارى النسطوريين في بلدته،

 وفي عام 1892م أرسل إلى روما حيث تلقى تدريبا منتظما في الدراسات الفلسفية واللاهوتية في كلية " بروبوغاندافيد "

 وفي عام 1895م تم ترسيمه كاهنا، وفي هذه الفترة شارك في كتابة سلسلة من المقالات التي تم نشرها في بعض الصحف المتخصصة ،

 وبعد عودته من روما توقف في إستانبول عام 1895م وأسهم في كتابة ونشر بعض المقالات عن الكنائس الشرقية في الصحف اليومية الإنجليزية والفرنسية .

لم يمكث طويلا في إستانبول بل عاد في نفس العام إلى بلدته ، وانضم إلى إرسالية " لازارست " الفرنسية ، ونشر لأول مرة في تأريخ الإرسالية منشورات فصلية دورية باللغة السريانية،

 وبعد ذلك بعامين انتدب من قبل اثنين من رؤساء أساقفة الطائفة الكلدانية في بلده لتمثيل الكاثوليك الشرقيين في مؤتمر " القربان المقدس " الذي عقد في مدينة " باري لو مونيال " في فرنسا ،

 وفي عام 1898م عاد إلى قريته " ديجالا وافتتح مدرسة بالمجان .

وفي عام 1899م أرسلته السلطات الكنسية إلى سالماس ، لتحمل المسئولية ، حيث يوجد نزاعات بين بعض القياديين النصارى هناك ، وفي عام 1900م ألقى موعظة بليغة شهيرة ،

 حضرها جمع غفير من طائفته وغيرها ، وكان موضوعها :( عصر جديد ورجال جدد ) انتقد فيها تكاسل بني قومه عن واجبهم الدعوي .

يحدثنا عبدالأحد داود نفسه في كتبه عن هذه الدوافع ، ومنها :

(1) عناية الله به ، إذ يقول لما سئل : كيف صرت مسلما ؟ كتب : إن اهتدائي للإسلام لا يمكن أن يعزى لأي سبب سوى عناية الله عز وجل، وبدون هداية الله فإن كل القراءات والأبحاث،

 ومختلف الجهود التي تبذل للوصول إلى الحقيقة لن تكون مجدية، واللحظة التي آمنت بها بوحدانية الله، وبنبيه الكريم صلوات الله عليه، أصبحت نقطة تحولي نحو السلوك النموذجي المؤمن ) .

(2) ومن الأسباب التي ذكرها أيضا التي جعلته يعلن عصيانه على الكنيسة، أنها تطلب من أن يؤمن بالشفاعة بين الله وبين خلقه في عدد من الأمور، كالشفاعة للخلاص من الجحيم، 

وكافتقار البشر إلى الشفيع المطلق بصورة مطلقة، وأن هذا الشفيع إله تام وإنسان تام، وأن رهبان الكنيسة أيضا شفعاء مطلقون، كما تأمره الكنيسة بالتوسل إلى شفعاء لا يمكن حصرهم .

(3) من واقع دراسته لعقيدة الصلب وجد أن القرآن ينكرها والإنجيل المتداول يثبتها، وكلاهما في الأصل من مصدر واحد، فمن الطبيعي ألا يكون بينهما اختلاف، ولكن وقع بينهما الاختلاف والتضاد، 

فلا بد من الحكم على أحدهما بالتحريف، فاستمر في بحثه وتحقيقه لهذه المسألة حتى توصل إلى الحقيقة ، حيث يقول :

( ولقد كانت نتيجة تتبعاتي وتحقيقي أن اقتنعت وأيقنت أن قصة قتل المسيح عليه السلام وصلبه ثم قيامه من بين الأموات قصة خرافية)

(4) اعتقاد النصارى بالتثليث ، وادعاؤهم أن الصفة تسبق الموصوف كان أحد الأسباب التي دعته للخروج من المسيحية .

(5) التقى بعدد من العلماء المسلمين وبعد مواجهات عديدة معهم اقتنع بالإسلام واعتنقه .

(6)اعتزل الدنيا في منزله شهرا كاملا، يعيد قراءة الكتب المقدسة بلغاتها القديمة وبنصوصها الأصلية مرة بعد مرة، ويدرسها دراسة متعمقة مقارنة ضمن بعضها في كتابه الفذ (محمد في الكتاب المقدس) 

وأخيرا اعتنق الإسلام في مدينة استانبول ومن مؤلفاته (الإنجيل والصليب) . يقول عبد الأحد داود : "في اللحظة التي آمنت فيها بوحدانية الله، وبنبيه الكريم صلوات الله عليه، بدأت نقطة تحولي نحو السلوك النموذجي المؤمن".

"لا إله إلا الله محمد رسول الله" هذه العقيدة سوف تظل عقيدة كل مؤمن حقيقي بالله حتى يوم الدين … وأنا مقتنع بأن السبيل الوحيد لفهم معنى الكتاب المقدس وروحه، هو دراسته من وجهة النظر الإسلامية" .

المصدر: (محمد في الكتاب المقدس) عبد الأحد داود ص (162) - (عظماء ومفكرون يعتنقون الإسلام) محمد طماشي

من كتبه: الإنجيل والصليب علي هذا الرابط:

http://saaid.net/book/49.zip



 

التعليقات (0)