د.محمد عبدالجيد يكتب : تحورات فيروس كورونا والمخاطر القادمة

profile
د. محمد عبد الجيد باحث وكاتب
  • clock 24 يوليو 2021, 11:17:56 م
  • eye 693
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كثرت الأخبار عن المتحورات الجديدة لفيروس كورونا التي ظهرت في عدد من الدول فظهر المتحور "Alpha" في بريطانيا، والمتحور "Beta" في جنوب أفريقيا، والمتحور"Gamma" في البرازيل، والمتحور "Epsilon" في الولايات المتحدة، ومؤخرا ظهر المتحور" Delta" في الهند، وانتشر بسرعة كبيرة في عدد من الدول.

وخاصية التحور موجودة في جميع الفيروسات، وهي شئ طبيعي ومألوف، فالفيروسات تغير من خصائصها بمرور الوقت، وكلما انتشر الفيروس، خرجت أنواعا مختلفة عن الفيروسات الأصلية، وليس هذا التحور تغيرا كاملا في طبيعة الفيروس، وإنما في بعض خصائص التركيبة الوراثية له، ويظهر أثرها في مدى الإنتشار لكل متحور ومدى شدة الإصابة بها.

ومعروف علميا أن الكورونا هي عائلة فيروسية كبيرة تشمل فيروسات تصيب معظم الكائنات الحية ومنها الإنسان والحيوانات والطيور، وتشترك في خصائص أساسية منها شدة التحور والتغير بمرور الوقت للتغلب على الظروف البيئية أو لمواجهة اللقاحات، فالفيروس في النهاية يريد الحياة ويحارب من أجل البقاء بتغيير شكله ونمط انتشاره وظهوره بأشكال جديدة للتخفي من اللقاحات الموجهة ضده.

وتاريخيا تم اكتشاف هذه العائلة الفيروسية في 1930 في الولايات المتحدة وتلا ذلك أبحاث مكثفة على مدار السنوات الماضية لمعرفة طبيعية الفيروس وتطور نشاطه والإصابة الناتجة عنه.

إذن فالتحور سمة أساسية للفيروس وليس سببا للهلع والخوف، فتلك طبيعة فيه وسيخرج عشرات المتحورات في المستقبل من هذا الفيروس، وقد تخرج متحورات من الأنواع التي استخدمت أساسا في تصنيع اللقاحات، وهذا ليس مستغربا أيضا.

واللقاحات التي ظهرت حتى الآن مثل لقاحات ( Sinopharm وSinovac) وهي مصنعة من فيروسات كاملة معطلةInactivated vaccines 

ولقاحات (Pfizer-BioNTechوModerna) وهي لقاحات مصنعة من المادة الوراثيةmRNA للفيروس، 

ولقاحات (Johnson & Johnson’s Janssen وSputnik) وهي لقاحات Recombinantمصنعة من جينات معينة في الحمض النووي الفيروسي محملة على فيروس Human Adenovirus، 

ولقاح ( AstraZeneca) وهو لقاح Recombinantمحمل على فيروس Chimpanzee adenovirus، 

كل تلك اللقاحات آمنة، وفعالة لفيروس كورونا الأصلي وللمتحورات الجديدة أيضا، فمعروف أن اللقاحات تعطي مناعة كاملة وأصلية للفيروس المشابه للفيروس الخاص بها، وتعطي مناعة جزئية Cross protectionللمتحورات الأخرى، بنسب معينة، هي لا تقضي على المتحورات وإنما تقلل ظهور الأعراض وتقلل تكاثر وإفراز تلك المتحورات الأخرى داخل الجسم المصاب.

ودمج تلك اللقاحات للفرد الواحد هي طريقة علمية للحصول على أعلى مناعة ممكنة ضد أكثر من متحور، وقد يتم في المستقبل تصنيع لقاحات من المتحورات الضارية Variant Strains مثل "Delta" ويتم إعطائها مع اللقاحات الكلاسيكية الحالية، لضمان شبكة مناعية واسعة تؤمن الجسم ضد أكبر عدد من المتحورات التي تواجهه في المستقبل، ورغم ذلك فقد يصاب الشخص الذي حصل على تلك اللقاحات، فذلك طبيعي جدا، لكنه سيكون لديه مناعة تكفيه وتخفف من الأعراض وبعد أيام يتغلب على الإصابة بكاملها.

وبناء على ما سبق، فلا داعي للهلع مما يظهر كل فترة من الإعلان عن متحور جديد، فسيظهر الكثير والكثير في المستقبل، وستتكفل اللقاحات المصنعة جنبا إلى جنب مع الإجراءات الوقائية الصحية لتلافي التأثير الشديد لتلك المتحورات.

التعليقات (0)