رغم انعدام الثقة.. أردوغان في سوتشي لتحسين العلاقات مع بوتين

profile
  • clock 4 سبتمبر 2023, 9:36:51 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

في زيارته إلى سوتشي الإثنين، يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى تحسين علاقته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، والتي شهدت تصدعات مفتوحة في الأشهر القليلة الماضية.

وينقل موقع "المونيتور"، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، عن محللين القول إن الخطوات المختلفة التي اتخذتها أنقرة، بما في ذلك الزيارات الثنائية مع أوكرانيا وتمهيد الطريق أمام توسع الناتو، أدت إلى زيادة عدم ثقة روسيا في أردوغان.

في المقابل، يسعى أردوغان الآن إلى تحقيق قصة نجاح دولية من خلال استعادة اتفاقية تصدير الحبوب مع روسيا، التي مكنت أوكرانيا من شحن حبوبها إلى الأسواق العالمية، عبر البحر الأسود.

وانسحبت روسيا من الاتفاق في يوليو/تموز بعد عام من توسط الأمم المتحدة وتركيا في إبرامه، إذ اشتكت من أن صادراتها من الأغذية والأسمدة تواجه عراقيل، إضافة إلى عدم شحن كميات كافية من القمح الأوكراني إلى البلدان المحتاجة.

وحال نجاح أردوغان في إعادة الاتفاق، ستضعه في دائرة الضوء مرة أخرى عندما يحضر الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت لاحق من هذا الشهر.

وكان توبيخ الجانب التركي من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مؤخراً بشأن الاشتباكات بين الشرطة القبرصية التركية وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الجزيرة قد أدى إلى تضخيم حاجة أردوغان إلى مناخ إيجابي.

وأعلن أردوغان في يوليو/تموز، خلال زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تركيا، أن بوتين سيزور أنقرة في أغسطس/آب لمناقشة صفقة الحبوب.

ومع ذلك، لم تتم الزيارة، والآن من المقرر أن يسافر أردوغان إلى سوتشي للقاء الزعيم الروسي الإثنين.

وقبل القمة، سافر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى موسكو هذا الأسبوع، لإجراء محادثات مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، لوضع تفاصيل هذه الزيارة واستكشاف صفقة الحبوب الجديدة.

ويبقى السؤال هو، لماذا أصر أردوغان على زيارة بوتين لتركيا، عندما كان من الواضح أن بوتين لا يستطيع مغادرة روسيا في أعقاب التطورات الأخيرة، التي شملت مجموعة "فاجنر" وزعيمها الراحل يفغيني بريغوجين.

يقول أستاذ العلاقات الدولية إيلتر توران، من جامعة بيلجي بإسطنبول: "يعلم أردوغان أن بوتين لا يمكنه السفر إلى أي مكان في الوقت الحالي، ومع ذلك، نظرًا لأنه يتمتع بالسيطرة الكاملة على وسائل الإعلام التركية، فيمكنه نقل القصة بالطريقة التي يريدها لجمهوره المحلي".

ويؤكد توران أن بوتين هو من طلب الاجتماع.

بينما يضيف الخبير التركي البارز في الشؤون الروسية هاكان أكساي، إنه لم يعد أحد في موسكو يثق بأردوغان بعد الآن.

وبسبب الكراهية المشتركة للغرب، كان أردوغان وبوتين حريصين في السابق على إقامة علاقة عمل، لكن أكساي يعلق أن موسكو تعتقد أن أردوغان "تغير بعد إعادة انتخابه من خلال تحويل وجهه إلى الغرب".

ويلفت أكساي إلى أن هذا الاتهام بسوء النية ظهر مرة أخرى، عندما أطلقت أنقرة سراح القادة الأوكرانيين الذين أسرتهم روسيا وتم إرسالهم إلى تركيا بموجب صفقة تبادل الأسرى بشرط بقائهم هناك.

ويتابع أكساي، أن حقيقة إطلاق سراح القادة وتسليمهم إلى زيلينسكي خلال زيارته لتركيا في 7 يوليو/تموز، أدت إلى تفاقم غضب روسيا.

ومن مخرجات زيارة زيلينيسكي إلى أنقرة، التي أغضبت موسكو، هو انتهاك تركيا اتفاقية "تبادل الأسرى" مع روسيا، حيث عاد الرئيس الأوكراني بـ5 قادة من كتيبة "آزوف" الأوكرانية التي تُصنفها روسيا منظمة إرهابية، ودون إخطار مُسبق لموسكو بتلك الخطوة، وهو ما يعتبر اختراق مباشر لاتفاقية تبادل الأسرى التي أبرمتها كل من روسيا وأوكرانيا وتركيا في سبتمبر/أيلول 2022.

وتشمل التطورات الأخرى التي زادت من عدم الثقة في أردوغان داخل موسكو، هو دعم أنقرة لمحاولة كييف الحصول على عضوية الناتو خلال زيارة زيلينسكي.

كما أعلنت تركيا الموافقة على انضمام السويد إلى "الناتو"، وسحب الفيتو الخاص بها، وإحالة بروتوكولات الانضمام إلى البرلمان التركي للمصادقة عليها.

وجاء انسحاب بوتين من صفقة الحبوب، وإبقاء أردوغان في حيرة من أمره فيما يتعلق بالاجتماع وجهاً لوجه، ومداهمة القوات الروسية لسفينة شحن تركية متجهة إلى أوكرانيا في أغسطس/آب، كلها أمور اعتبرت علامات على استياء روسيا.

ولم يخف أردوغان في الماضي رغبته في إقامة شراكة استراتيجية مع روسيا لموازنة علاقاته المتدهورة مع الغرب.

ومع ذلك، فإن الخلافات الخطيرة بين أنقرة وموسكو جعلت هذا الاحتمال صعباً، إن لم يكن مستحيلاً.

ووفق "المونيتور"، فإنه يبدو أن الزعيم التركي قد غيّر موقفه الآن ويتواصل مع الغرب مرة أخرى على مستويات متعددة بعد إعادة انتخابه رئيسًا في مارس/آذار.

وتتمتع أنقرة وموسكو بعلاقات اقتصادية تقدر قيمتها بمليارات الدولارات، لكن هذا لم يساعد في تسوية الخلافات بشأن قضايا تتراوح من سوريا إلى ليبيا، ومن القوقاز إلى قبرص

ويقول المحللون إنه على الرغم من خلافاته مع أردوغان، لا يستطيع بوتين تحمل تقويض العلاقات مع تركيا بشكل كامل.

ومع ذلك، يظل السؤال مفتوحًا ما إذا كان مستعدًا لمنح أردوغان هدية صفقة حبوب جديدة قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وبعد لقائه مع فيدان في موسكو الخميس، أكد لافروف أن بلاده لن تعود إلى الاتفاق ما لم تقدم العواصم الغربية ضمانات معينة على صادرات الأسمدة والحبوب الروسية.

ويقول توران، إن الوصول إلى طريق مسدود بشأن صفقة الحبوب "سيكون أمرًا مؤسفًا بشكل خاص بالنسبة لأردوغان، الذي كان يبحث عن طرق ليُظهر لأصدقائه وحلفائه في الغرب أن تركيا، كوسيط مع روسيا، هي حليف لا غنى عنه بالنسبة لهم".

وعرضت روسيا أيضًا صفقة حبوب بديلة في وقت سابق من هذا الأسبوع، ترسل بموجبها مليون طن من الحبوب إلى تركيا بسعر مخفض، بدعم مالي من قطر، لتتم معالجتها في تركيا وإرسالها إلى البلدان الأكثر احتياجًا.

ويعتقد المحللون أن أردوغان سيواجه معركة شاقة في محاولة إقناع كييف وداعميها الغربيين بهذا الاقتراح، الذين يعتقدون أن روسيا تقترح إرسال الحبوب التي سرقتها من الأراضي التي احتلتها في أوكرانيا.

كلمات دليلية
التعليقات (0)