د. يسري عبدالغني يكتب : ابن حوقل والقدس

profile
د. يسري عبدالغني ناقد وكاتب
  • clock 15 مايو 2021, 10:10:42 ص
  • eye 887
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

أبو القاسم بن حوقل البغدادي فهو رحالة جغرافي، كان تاجراً، ورحل إلى بغداد، ودخل المغرب وصقلية، وطاف ببلاد الأندلس وغيرها،

 وقد بدأ رحلته في شهر رمضان سنة 331 هـ، وكانت فلسطين إحدى محطاتها، وقال في وصفها من خلال كتابه :

 (صورة الأرض ) فلسطين أزكى بلدان الشام ربوعاً، ومدينتها العظمى الرمْلَة، وبيت المقدس تليها في الكبر، 

وهي مدينة مرتفعة على جبال، يصعد إليها من كل مكان، يقصدها القاصد من فلسطين. 

ويصف المسجد الأقصى فيقول: بيت المقدس مسجد ليس في الإسلام مسجد أكبر منه، وله بناء في قبلته مسقف في زاوية من غربي المسجد، 

ويمتد هذا التسقيف على نصف عرض المسجد، والباقي من المسجد خال لا بناء فيه،

 إلا موضعَ الصخرة فإن هناك حجراً مرتفعاً كالدكة، عظيماً كبيراً غير مستو، وعلى الصخرة قبة عالية مستديرة الرأس، قد غُشِّيَت بالرصاص الغليظ السمك.

 وارتفاع هذه الصخرة من الأرض - التي تعرف بصخرة موسى تحت هذه القبة - إلى صدر القائم، وطولها وعرضها متقارب، وعليها حصار حائط ملوح ويكون نصف قامة. 

 وليس ببيت المقدس ماء جار سوى عيون لا تتسع للزروع، وعليها شجيرات، وهي من أخصب بلاد فلسطين على مر الأوقات، 

وفي سورها موضع يعرف بمحراب داوود النبي - عليه السلام - وهو بنية مرتفعة، ارتفاعها نحو خمسين ذراعاً من حجارة،

 وعرضها نحو ثلاثين ذراعاً بالحزر، وبأعلاه بناء كالحُجرة، وهو المحراب .

وإذا واصلت إلى بيت المقدس من الرملة فهو أول ما يلقاك، وبمسجدها لعامة الأنبياء آثار ومحاريب معروفة. ولبيت المقدس - بناحية الجنوب منه على ستة أميال قرية تعرف ببيت لحم ، وبها كان مولد نبي الله عيسى (عليه السلام) .

 وبفلسطين نحو عشرين منبراً (أي عشرين مسجداً جامعاً) على صغر موقعها .. وهي من أخصب البلاد، وإليها أشار الله - تعالى اسمه ..

التعليقات (0)